خدمة أنهار الحياة

أسّسها الروح القدس تحت قيادة الأب دانيال.. حين بدأت النهضة في اجتماعات الشباب في المنيا، إحدى محافظات صعيد مصر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.. سريعاً ما كان الرب يضم بقوة شباباً وعائلات.. صغاراً وكباراً.. بكثرةٍ ومن كل مكان..

مع تزايد الأعداد من خلال أيام كرازية في المحافظات المختلفة، كأسيوط والقاهرة وبني سويف والإسكندرية والفيوم والأقصر، لم يكن ممكناً أن تُقيّد كلمة الرب أو عمله.. امتدت الرؤيا واتسع العمل من خلال المؤتمرات الدورية.. ثلاثة كل عام في محافظة بني سويف أولاً ثمّ الانتقال لمقر إطسا للمؤتمرات بالمنيا في وقت لاحق..

تتالت الخطوات ومعها تأييد الرب للعمل، كما ازدادت أيضاً المحاربات الشيطانية.. لكن “في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”.. شعار يدوّي دائماً في اجتماعات الخدمة.. وإيمان راسخ يسكن عميقاً في قلبها..

مراحل جديدة

انتقلت الخدمة بعد ذلك إلى القاهرة مع استمرارها في المحافظات من خلال مجموعات الخدام المكرسين لخدمة الرب.. سنوات وملكوت الرب يمتد، من خلال عظات وكتابات الأب دانيال، والترانيم الكتابية الممسوحة الصادرة عن فريق تسبيح أنهار الحياة.. استمرّت المؤتمرات، وأُضيف لها مؤتمر سنوي في الإسكندرية، واحتفال نهاية العام الجامع في القاهرة..

“أوسعي مكان خيمتك.. لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار”..

تحققت هذه الكلمات في خدمة أنهار الحياة، إذ وسّع الرب الخطوات لامتداد عمله من خلال تحرّك خادم الرب الأب دانيال، في كل أرجاء المسكونة لنشر بشارة الإنجيل وخلاص النفوس وشفاء المرضى وتحرير المقيّدين بربط شيطانية.. ولبناء المؤمنين وتلمذة خدام الرب، واتساع الملكوت في كل مكان..

من خلال زيارات قصيرة عادةً وطويلة أحياناً  تكوّنت مجموعات ونواة لكنائس أنهار الحياة في: كندا، الولايات المتحدة، فرنسا والخليج.. وانتظمت اللقاءات الأسبوعية في هذه الأماكن، مع زيارات منتظمة للرعاية من الأب دانيال، وعقد المؤتمرات الدورية..

“جعلت أمامك باباً مفتوحاً لا يستطيع أحد أن يُغلقه”..

أضِف إلى ذلك زيارات متفرقة في أماكن، كأستراليا وسوريا ولبنان والأردن والكويت وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة.. وأبواب مفتوحة في مدن جديدة، منها فانكوفر (كندا) ودالاس وولاية فرجينيا وفلوريدا (الولايات المتحدة).. ولايزال الرب يعمل بيده القوية..

“يفتح وليس من يغلق”..

مرحلة أُخرى جديدة وأكثر اتساعاً، برز فيها تأييد الرب، من خلال برامج تلفزيونية يومية وأسبوعية مستمرة لأكثر من خمسة عشر عاماً على الأقل حتى الآن.. والرب يكمل ما بدأه.. “شخصيات كتابية” بنافذته اليومية وكلماته النبوية و “نور يتزايد” الذي يرد على الأسئلة المتعلقة بمواضيع حيوية عسرة الفهم و”الشيطان تحت الأقدام” الذي يكشف رحى الحرب الروحية في السماويات..

الإصدارات

مكتبة المطبوعات التي خصّ بها الرب خدمة أنهار الحياة، مستخدماً قلم الأب دانيال في كتاباته عبر رحلة السنين الطويلة في الخدمة، وهي زاخرة بالمواضيع الكثيرة والمتنوعة، تتناول مواضيع هامة وأساسية، وهي متاحة ورقياً وإلكترونياً.. أساسيات الإيمان والعقيدة في “الكل صار جديداً” و “أمير مع الله”.. كتابان يحظيان باهتمام المجموعات والأفراد في إطار الحلقات الدراسية.. والكتابان “وهم غلبوه” و “الفخ انكسر” الفريدان بين مطبوعات الكتب العربية.. قراءات بأسلوب بسيط تقودُ إلى العمق وتخاطب القارئ على نحو متميز بكلمات موجهة، عن مواضيع: منها القيادة والدم الثمين والخروف والإيمان والكلمة والعهد والسلوك والخوف وتكريس القلب الكامل للرب.. ومعها منجم العظات والتعليم في إصدارات ثمينة من الألبومات والدراسات والاسطوانات..

تكرز الخدمة بالرب يسوع المخلّص والمحرّر والشافي.. لأنّ زمن الآيات لم ينته.. كما تُعلنُ الخدمة عن الحريّة من عبوديّة إبليس القاسية.. وتنادي بقوّة الروح القدس، وأنهار المياه الغزيرة والفائضة، التي تُنهض كل حياة وتحملها وترفعها لمكانتها السماوية.. كما أنّها تهتم اهتماماً بالغاً بدراسة الكلمة، القادرة أن تبني المؤمنين، ليكونوا متأسسين ومتأصّلين في الحق الكتابي..

وتقدم الخدمة الدعم الروحي لعمل الرب في كثير من الكنائس، وللخدام أيضاً.. وهي لا تُهاجم أيّ عقيدة..

يصاحب الأب دانيال في رحلته شريكة الخدمة والحياة، زوجته سماح، وهما يعيشان في القاهرة وينطلقان منها في أسفارهما الكثيرة، داخل مصر وخارجها..

سواقي الله ملآنة ماء تُغني هذه الخدمة من سنة إلى سنة ولن يتوقف العمل إلى يوم المجيء الثاني..